نظام النوم للأطفال لكل فئة عمرية
يعد النوم جانبًا أساسيًا من جوانب الصحة العامة للطفل ولجسمه، لأن الجسم يقوم أثناء النوم، بإصلاح خلاياه وتجديدها، والنوم بالنسبة للأطفال أمر بالغ الأهمية لنموهم وتطورهم. حيث أن الأطفال يحتاجون إلى فترات نوم كثيرة، إلا أنه قد لا يكون معروفًا أن أشكال نوم الطفل تتغير بشكل كبير خلال السنة الأولى من عمره.
يتمتع الأطفال حديثي الولادة بأسلوب فريد للنوم قد يبدو غير متوقع، حيث يقضون ما يقرب من 70٪ من أوقاتهم نائمين، ولكن على فترات قصيرة، مما يساعد الوالدين على تقديم دورة ثابتة من التغذية وتغيير الحفاض، الرعاية والاهتمام، الأمر الذي يمكن أن يكون مرهق لهما، ولكنه جيد بالنسبة للطفل من حيث نموه. يقلق الآباء بشأن نظام نوم أطفالهم، ومع ذلك من المهم أيضًا أن يعطي الآباء الأولوية لنظام نوم الأطفال، لأنه يؤثر بشكل مباشر على صحتهم.
إذا كنتي تتسائلين عن كيف ينام الطفل الرضيع أو كيف ينام طفل حديث الولادة, سيساعدك هذا المقال على كل ما تحتاجيم معرفته, سنناقش أيضاً أهمية نوم الأطفال ولماذا تتغير دورات نوم الطفل على مدار الأشهر الأولى من عمره، وسنعرف أيضًا عن أنظمة نوم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 أشهر و6 أشهر ومن 6 أشهر حتى 12 شهرًا، وذلك لمساعدة الآباء على فهم ما يمكنهم توقعه وكيف يمكنهم دعم احتياجات نوم أطفالهم.
أهمية النوم الجيد لطفلك
بصفتك أحد الوالدين، قد يكون ضمان حصول طفلك على قدر كافٍ من النوم أمرًا صعبًا، لكن فهم أهمية النوم للطفل يمكن أن يحفزك على بدء عادات نوم صحية لطفلك.
- النوم ونمو الطفل: النوم الجيد مهم لنمو الطفل حيث يتم إفراز هرمونات النمو أثناء النوم، وقلة النوم يمكنأن تأخر نموه البدني بشكل سليم.
- النوم والوزن: مدة النوم القصيرة يمكن أن تؤدي إلى سمنة الأطفال، فـ حصول الطفل على أقل من 12 ساعة من النوم يوميًا أثناء الرضاعة يمكن أن يكون عاملًا لزيادة الوزن والسمنة في سن ما قبل المدرسة.
- النوم والتطور العقلي: ينمو الدماغ أثناء النوم، فكلما كان معدل نوم الطفل مناسبًا كان نمو دماغه طبيعيًا، في حين أن زيادة النشاط الحركي والاستيقاظ الليلي يؤثران سلبًا على النمو العقلي للطفل، كما يساعد النوم أطفالنا على تقوية ذاكرتهم وبالتالي يتعرفوا على البيئة المحيطة بهم بشكل أفضل.
- النوم والجهاز المناعي: النوم أمر بالغ الأهمية لجهاز المناعة لدى الأطفال، حيث إن مناعتهم ليست قوية مثل البالغين، والحرمان من النوم يمكن أن يجعل الأطفال معرضين للإصابة بالأمراض والعدوى، ويمكن أن يؤثر على وقت استعادة طاقتهم.
لماذا يتغير نظام نوم الطفل؟
يتغير نظام نوم الطفل نظرًا لنمو دماغه وجسمه سريعًا، مما يؤدي إلى الحاجة إلى فترات مختلفة من النوم في مراحل مختلفة من النمو.
وهناك عدة عوامل يمكن أن تؤدى إلى تغيير نظام نوم الطفل:
- النمو والتطور: يتغير نظام نوم الأطفال ومدته على حسب نموهم، إذ يستغرق حديثي الولادة فترة نوم أٌقل ويستيقظون كثيرًا، بينما يميل الأطفال الأكبر سنًا إلى النوم لفترة أكبر في الليل وأخذ قيلولة أقصر أثناء النهار.
- الجوع ونمط التغذية: يحتاج الأطفال إلى الرضاعة بشكل متكرر، خاصة في الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، لذلك قد يستيقظون كثيرًا أثناء الليل للرضاعة، ومع تقدمهم في العمر وبدء تناول المزيد من الأطعمة الصلبة، قد ينامون لفترات أطول في الليل.
- العوامل البيئية: يمكن أن يؤثر الضوء والضوضاء أيضًا على نظام نوم الطفل، فقد يواجه الأطفال صعوبة في النوم أو الاستمرار به إذا كانت الغرفة مُضاءة جدًا أو بها أي نوع من الضوضاء، يمكن أن يساعد الحفاظ على الغرفة مظلمة وهادئة في تحسين النوم بشكل أفضل.
- المرض أو التسنين: عندما يعاني الأطفال من الأمراض أو يكونوا بمرحلة التسنين، قد يشعرون بعدم الراحة ويجدون صعوبة في النوم، مما يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على نظام نومهم ويجعل من الصعب عليهم الاستغراق في النوم أو البقاء نائمين.
دورة النوم للأطفال التي تقترب أعمارهم من 3 أشهر
في عمر 3 أشهر تقريبًا، تبدأ دورة نوم الطفل في أن تصبح أكثر تنظيماً، مع تطور نظام نومهم ليلاً ونهاراً. تتكون دورة نومهم من النوم الخفيف والنوم العميق. تصبح دورات النوم أيضًا أطول، مما قد يؤدي إلى قلة الاستيقاظ والاستقرار أثناء النوم. لا يزال معظم الأطفال، في هذه المرحلة، ينامون ما بين 14 ساعة إلى 17 ساعة في اليوم، وبعضهم ينام لفترة أطول تصل بين 4 إلى 7 في الليل، على عكس الأطفال حديثي الولادة، الذين يميلون إلى النوم لفترات قصيرة فقط، ومن المتوقع أن يأخذ الأطفال البالغون من العمر 3 أشهر قيلولة أكثر أثناء النهار و ينامون لفترات أطول في الليل، ومع ذلك، قد يستمرون في الاستيقاظ كثيرًا أثناء الليل للرضاعة أو لتغيير الحفاض.
في هذا العمر، يبدأ الأطفال أيضًا في معرفة النهار والليل، ويمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على تعلم النوم أكثر أثناء فترات الليل من خلال تعرضهم للضوء واللعب أثناء النهار وتوفير بيئة خافتة وهادئة في الليل. تتميز دورة نوم الطفل البالغ من العمر 3 أشهر بزيادة تنظيم دورة نومه وفترات نوم أطول، لكن مع الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل.
نظام نوم للأطفال من عمر 3 إلى 6 أشهر
بين عمر 3 إلى 6 أشهر، تصبح عملية نوم الأطفال أكثر تنظيماً، مع فترات نوم أطول في الليل وقيلولة نهارية أكثر انتظاماً. ينام معظم الأطفال في هذا العمر بين 12 إلى 15 ساعة في اليوم، وبعضهم ينامون لفترات تصل إلى ست ساعات ليلاً بعمر ستة أشهر. قد تصبح فترات القيلولة النهارية أكثر تنظيمًا، حيث يحصل الأطفال على قيلولتين حتى ثلاث لمدة تصل إلى ساعتين لكل منهما.
بالإضافة إلى ذلك، تصبح دورات نوم الأطفال أطول، مما قد يؤدي إلى قلة تكرار الاستيقاظ ويصبح النوم أكثر استقرارًا أثناء الليل. ينام معظم الأطفال في هذا العمر حوالي 14 إلى 15 ساعة في اليوم، يتضمنوا 8 ساعات في الليل. كما يبدأ انخفاض معدل النوم النشط، ويدخل الأطفال في نوم هادئ في بداية دورات نومهم، لكن لا يزال الأطفال في هذا العمر يميلون إلى الاستيقاظ مرة واحدة على الأقل أثناء الليل.
نظام نوم للأطفال من عمر 6 إلى 12 شهرًا
يعاني الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 و12 شهرًا من تغيرات كبيرة في أنظمة نومهم، فأغلبهم ينام بمعدل 11 إلى 14 ساعة كل 24 ساعة. يميل وقت نوم الطفل البالغ من العمر 6 أشهر إلى أن يكون أطول في الليل و تكون القيلولة أقصر أثناء النهار. بينما أثناء الليل، يكون معظم الأطفال جاهزين للنوم بين الساعة 6 مساءً و10 مساءً ويستغرقون أقل من 40 دقيقة للاستغراق في النوم، وفي حين أن العديد من الأطفال قد لا يستيقظون أثناء الليل أو يقل معدل الاستيقاظ أثناء الليل، إلا أن بعض الأطفال قد لا يزالون بحاجة إلى مساعدة الكبار للعودة إلى النوم مرة أخرى 3-4 مرات في الليلة.
عادةً ما يأخذ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 شهرًا بين قيلولتين وحتى ثلاث أثناء النهار تستمر ما بين 30 دقيقة وساعتين. بالرغم من قلة تكرار استيقاظ الأطفال أثناء الليل، إلا أنهم قد يظلوا يعانون من اضطرابات النوم بسبب التسنين والانفصال عن الوالدين. يمكن أن تسبب عملية التسنين شئ من الألم وعدم الراحة، في حين أن الانفصال عن الوالدين يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستيقاظ ليلاً ويجعل من الصعب على الأطفال النوم. يمكن أن يساعد وضع روتين منتظم لأوقات النوم الأطفال على النوم بشكل عميق والاستمرار فيه.
مشاكل النوم الشائعة عند الأطفال
قد يكون النوم المتقطع وغير المنتظم فترة مؤقتة عند طفلك، ولكن قد تكون هناك أيضًا مشكلات أساسية تسبب اضطرابات النوم، وفيما يلي سنذكر بعض مشاكل النوم المتكررة لدى الأطفال:
- الانفصال عن الوالدين: قد يتسبب نقل طفلك إلى غرفته الخاصة بعد أن يكمل 6 أشهر إلى حالة من القلق عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8-12 شهرًا، وقد ينزعجوا أو يبكون عند تركهم بمفردهم، لكنهم سيتعلمون بمرور الوقت أنك لم تختفين وأنك موجودة حوله.
- الجينات: يمكن أن تؤثر الجينات على مدة النوم عند الأطفال، وتظهر الأبحاث أن الجينات تلعب دورًا مهمًا فيما إذا كان الرضع ينامون طوال الليل، وقد يزيد معاناة الأرق عند الأطفال إذا كان أحد الأبوين يعاني منه.
- العوامل البيئية: يمكن أن تؤثر عاطفة الأبوين في مشاكل نوم الرضيع ومشاركتهم الكبيرة في حياته إلى اضطراب النوم لدى الرضيع.
- النعاس المفرط أو الأرق: قد يشير النعاس المفرط أو الأرق عند الأطفال إلى مشاكل صحية، ويمكن أن يكون النوم لأكثر من عدد معين من الساعات علامة على مشكلة طبية أساسية.
- توقف التنفس أثناء النوم: هو حالة نادرة عند الرضّع تحدث بسبب تشوهات في مجرى الهواء تسبب انسداد التنفس.
- الحالات الطبية الأخرى: يمكن أن تسبب حالات مثل الحمى والالتهابات والارتجاع غير الطبيعي، بالإضافة إلى الحالات النفسية مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مشاكل في النوم عند الرضع.
نصائح لتحسين نوم طفلك
قد يكون ضمان حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم أمرًا صعبًا وغير ثابت، لأن كل طفل لديه أنظمة نوم خاصة، ومع ذلك، فمن الأفضل أن ينام الطفل في نفس الغرفة التي تنام فيها الأم خلال الستة أشهر الأولى من عمره، وبعد ذلك يمكنك نقله إلى غرفته الخاصة.
فيما يلي بعض النصائح حول كيفية تحسين نوم طفلك:
- تهيئة بيئة مريحة للنوم: تأكدي من أن درجة حرارة الغرفة ما بين 16 و20 درجة مئوية واستخدمي فراش خفيف، وحافظي على هدوء الغرفة أو استخدمي صوتًا هادئ بشكل مستمر أو الغناء لتهدئة طفلك، واستخدمي ضوء الليل الخافت لتقليل الاضطرابات.
- أنشئي روتين ثابت لوقت النوم: اتبعي روتينًا منتظمًا لوقت النوم مثل الاستحمام والرضاعة والعناق ووقت لقراءة القصص قبل النوم. كرري نفس الروتين في نفس الوقت كل ليلة.
- وضع الطفل في سريره وهو يشعر بالنعاس، ولكنه لا يزال مستيقظاً، فذلك يساعد طفلك على التعود على النوم بمفرده.
- الحد من النشاط أثناء الاستيقاظ ليلاً: لا تتحدثي أو تلعبي أو تشعلي الضوء أو تستخدمي هاتفك، وإذا كان طفلك بحاجة إلى التهدئة، احتويه في سريره بدلاً من حمله.
- كوني متاحة عاطفياً: تجاوبي بحساسية مع تلميحات طفلك ولا تفقدي صبرك أو تنزعجي، فالتهدئة الذاتية تساعد على ربط دورات نوم طفلك وتحسين نوعية نومه.
- مواجهة قلق الانفصال عن الطفل: حاولي أن تسهلي على طفلك التعود على الابتعاد عنك من خلال عمل طقوس وداع، أو لعب لعبة الغميضة، والحفاظ على أحاسيسك إيجابية تجاه الأمر.
للأمومة متعة لا تنتهي حتى وأن كبر الأطفال، ولكن يمكن أن يكون التعامل مع أنظمة نوم طفلك المتغيرة باستمرار أحد أكبر التحديات التي تواجهينها كأم. قد يكون تكرار روتين نوم صحي لطفلك أمرًا صعبًا، ولكن بالصبر والمثابرة، يمكنك ذلك.
النوم الجيد ضروري لنمو الطفل وتطوره العقلي ونظامه المناعي. يمكن أن يساعد فهم العوامل التي يمكن أن تؤثر على نظام نوم الطفل، الوالدين في تكوين عادات نوم صحية.
تتغير أنماط النوم مع نمو الأطفال، بداية من فترات نوم أكثر تنظيماً وأطول في الليل وقيلولة أقصر أثناء النهار، ويمكن أن يساعد وضع روتين منتظم في النهار والليل على نوم الطفل واستمراره في النوم. يمكن للوالدين دعم نوم أطفالهم من خلال خلق بيئة هادئة ومظلمة في الليل وتعريضهم للضوء واللعب أثناء النهار.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يمثل تحديًا، إلا أنه من الأفضل ألا تقلقي بشأن كيفية نوم طفلك، طالما أنه يتمتع بصحة جيدة.