الاحتياجات الغذائية للرضع والأطفال الصغار
إن الالتزام بأنظمة غذائية صحية في سن مبكر يمكن أن يؤدي إلى اتّباع الطفل لعادات الأكل الجيدة طوال حياته. ونظرًا لأن الأطفال الرضع والأطفال الصغار لديهم احتياجات غذائية فريدة تختلف عن احتياجات البالغين، فمن الضروري فهم أهمية مدهم بالعناصر الغذائية المناسبة لدعم نموهم وتطورهم.
كونك ام, قد تجدين صعوبة في فهم المتطلبات الغذائية لطفلك خاصةً لأن هذه المتطلبات تتغير مع نموه، بداية من الرضاعة الطبيعية أو الرضاعة الصناعية إلى تقديم الأطعمة الصلبة وما بعد ذلك، من الضروري معرفة ما يجب إطعامه لطفلك في كل مرحلة من مراحل نموه. سوف نتعمق أكثر في موضوع التغذية الصحية للرضع أو الأطفال وسنتعلم كيف نمنح أطفالنا الصغار أفضل بداية ممكنة لهذه المرحلة.
كم وجبة يجب أن يتناولها طفلي في اليوم؟
من بين الأسئلة العديدة التي قد تطرحيها هي كم عدد المرات التي يجب أن يتناول فيها طفلك الطعام، أو ما هو أفضل نظام التغذية للاطفال الرضع, يختلف عدد الوجبات حسب عمر طفلك، إذ تتغير احتياجاته الغذائية بمرور الوقت.
-
0-6 شهور
بالنسبة للرضع حديثي الولادة وحتى عمر ستة أشهر، فإن المصدر الأساسي للتغذية هو حليب الأم أو الحليب الصناعي. يحتاج المواليد الجدد إلى العديد من الرضعات، عادة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات، أو كلما ظهرت عليهم علامات الجوع، مما يعني أنه يحتاج لحوالي ثمانية إلى اثنتي عشرة رضعة في اليوم.
عندما يبلغ الطفل من العمر شهرين إلى أربعة أشهر، يبدأ في نظام تغذية معيّن وقد ينام لفترات أطول في الليل، ومع ذلك، لا يزال من المهم تقديم وجبات متكررة خلال اليوم لضمان حصوله على التغذية الكافية.
-
6-12 شهرًا
بعمر حوالي ستة أشهر، يبدأ الأطفال في الانتقال إلى تناول الأطعمة الصلبة بينما لا يزالون يعتمدون على حليب الأم أو الحليب الصناعي. في هذا العمر، يأكل الطفل عادة كل ثلاث إلى أربع ساعات، مع ثلاث وجبات ووجبتين خفيفتين في اليوم. يجب أن يظل حليب الأم أو اللبن الصناعي المصدر الأساسي للتغذية، مع تقديم الأطعمة الصلبة تدريجياً.
مع نمو الأطفال وزيادة نشاطهم، تزداد احتياجاتهم الغذائية، وقد يحتاجون إلى وجبات أكبر وأكثر، وقد يبدأون أيضًا في تنظيم أنماطهم الغذائية الخاصة، التي تشير إلى إحساسهم بالجوع أو الشبع.
-
12-24 شهرًا
عادةً ما يأكل الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وسنتين ثلاث وجبات ووجبتين خفيفتين يوميًا، تتكون هذه الوجبات من أطعمة من جميع مجموعات الطعام.
قدمي وجبات صغيرة ووجبات خفيفة غنية بالعناصر الغذائية كل ثلاث إلى أربع ساعات لضمان حصولهم على التغذية الكافية.
عندما يصبح الأطفال الصغار أكثر استقلالية، قد يبدأون في أن يصبحوا انتقائيين في طعامهم، وقد تصبح أوقات تناول الوجبات صعبة، لذا من الضروري التحلي بالصبر وتشجيع الطفل على نظام غذائي متنوع ومتوازن.
ما الاحتياجات الغذائية للأطفال الصغار؟
لدى الأطفال الصغار متطلبات غذائية عالية بسبب نموهم وتطورهم السريع، مما يجعل من الضروري الالتزام بنظام غذائي متوازن ومتنوع لهم.
تعد التغذية المتوازنة أمرًا ضروريًا للأطفال الصغار لنمو عظام قوية وأسنان صحية وأنظمة مناعية قوية، كذلك تدعم التطور المعرفي للطفل وتساعد على تبني عادات غذائية صحية تستمر حتى مرحلة البلوغ.
يمكن أن يكون للتغذية الجيدة فوائد مدى الحياة للأطفال الصغار، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السمنة وأمراض القلب والسكري، ويدعم توفير الأطعمة، الغنية بالمغذيات مثل الفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة، صحة الطفل ورفاهيته بشكل عام، ويزوده بالطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها للتعلم واللعب واستكشاف العالم، ويضمن النظام الغذائي المتنوع والمتوازن حصول الأطفال الصغار على جميع العناصر الغذائية الأساسية اللازمة للنمو والتطور الأمثل، وإعدادهم لمستقبل صحي وسعيد.
المغذيات الهامة لطفلك
تعد تلبية المتطلبات الغذائية للطفل الصغير أمرًا ضروريًا لنموه وتطوره السليم، وتأسيس عادات غذائية صحية تستمر حتى مرحلة البلوغ.
فيما يلي بعض العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الأطفال الصغار لضمان النمو والتطور الأمثل:
-
البروتين
البروتين ضروري لبناء أنسجة الجسم وإصلاحها، وهو مهم بشكل خاص للأطفال الصغار لأنهم ينمون ويتطورون بسرعة، ويجب أن تكون كمية البروتين التي يتناولها الطفل كافية لنمو العضلات والعظام بشكل صحي، وإنتاج الهرمونات، وتعزيز وظائف المناعة.
يحتاج الأطفال الصغار إلى حوالي جراماً من البروتين لكل كيلوجرام من وزنهم يوميًا، وتشمل المصادر الجيدة للبروتين للأطفال الصغار اللحوم الخالية من الدهون والأسماك والدواجن، والبيض، الفول والعدس.
-
الكربوهيدرات
توفر الكربوهيدرات الطاقة للأطفال الصغار النشطين، وتعد الكربوهيدرات المعقدة، مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، خيارات مثالية لمحتواها العالي من الألياف والمغذيات، كما أنها توفر طاقة مستمرة للأطفال الصغار وتدعم الهضم الصحي.
-
الدهون الصحية
الدهون الصحية ضرورية لنمو الدماغ، قدمي للأطفال الصغار الدهون الصحية من مصادر طبيعية مثل الأفوكادو وزبدة الجوز والبذور والأسماك، إذ توفر هذه الدهون الأحماض الدهنية الأساسية التي تدعم نمو الدماغ والجهاز العصبي وتساعد في الحفاظ على صحة البشرة والشعر.
-
الحديد
الحديد ضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء، ويحتاج الأطفال الصغار إلى الحديد لتعزيز نموهم الصحي والوظائف المناعية نموهم البدني.
يحتاج الأطفال الصغار إلى ما يقرب من 7-10 ملغ من الحديد يوميًا، وتشمل المصادر الجيدة للحديد اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والفول والحبوب المدعمة.
-
الكالسيوم
الكالسيوم ضروري لتقوية العظام والأسنان، وتناول كميات كافية من الكالسيوم في مرحلة الطفولة ضروري لبناء عظام قوية تدوم مدى الحياة.
يحتاج الأطفال الصغار إلى ما يقرب من 700 مغم من الكالسيوم يوميًا، وتشمل المصادر الجيدة للكالسيوم منتجات الألبان والحبوب المدعمة والخضروات ذات اللون الأخضر الداكن.
-
فيتامين د
فيتامين د ضروري لامتصاص الكالسيوم ونمو العظام بشكل صحي، ويحتاج الأطفال الصغار إلى فيتامين د لدعم نمو عظام وأسنان صحية، وهو ضروري لتعزيز المناعة.
يحتاج الأطفال الصغار إلى ما يقرب من 600 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا، وتشمل المصادر الجيدة لفيتامين (د) الحليب المدعم والأسماك وصفار البيض، وحليب الماعز مصدر آخر غني بفيتامين د، كما أنه يحتوي على مستويات عالية من فيتامين ب 12 الضروري لتكوين خلايا الدم الحمراء وتعزيز الوظائف العصبية.
-
الفواكه والخضروات
الفواكه والخضروات مليئة بالفيتامينات والمعادن والألياف، مما يجعلها ضرورية لصحة الطفل بشكل عام، كما أنها تدعم الهضم الصحي ووظائف المناعة والتنمية المعرفية.
أفضل مصادر التغذية
تختلف أفضل مصادر التغذية للرضع والأطفال الصغار حسب أعمارهم، وفيما يلي بعض الأمثلة على الأطعمة الغنية بالمغذيات وأين يمكن العثور عليها:
للرضع من 0-6 شهور:
يوفر حليب الأم أو الحليب الصناعي جميع العناصر الغذائية الضرورية للرضع في الأشهر الستة الأولى من عمرهم، فحليب الأم مصدر مثالي لتغذية الرضع، حيث يوفر التوازن المثالي للكربوهيدرات والبروتين والدهون الصحية، كما أنه يحتوي على أجسام مضادة تدعم جهاز المناعة لدى الطفل.
للرضع من عمر 6 إلى 12 شهرًا:
عندما يبدأ الأطفال في الانتقال إلى تناول الأطعمة الصلبة، من المهم تقديم مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه والخضروات المهروسة والحبوب المدعمة بالحديد واللحوم المهروسة، حيث توفر هذه الأطعمة الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين c والحديد والزنك والتي تدعم نمو الطفل وتطوره الصحي. تعد تركيبة حليب الماعز مصدرًا جيدًا للمعادن، بما في ذلك الكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم، وهي مفيدة لصحة طفلك.
للأطفال الصغار من عمر 12 إلى 24 شهرًا:
يحتاج الأطفال الصغار إلى نظام غذائي متوازن ومتنوع يشمل جميع العناصر الغذائية الأساسية، وتشمل المصادر الجيدة للبروتين اللحوم الخالية من الدهون, الأسماك, الدواجن, البيض, الفول, والعدس . توفر الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات طاقة للأطفال الصغار النشطين وتدعم هضمهم الصحي.
توفر الدهون الصحية من مصادر طبيعية مثل الأفوكادو وزبدة الجوز والبذور والأسماك الأحماض الدهنية الأساسية التي تدعم نمو الدماغ والجهاز العصبي، ويحتوي حليب الماعز على دهون صحية مثل الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة (MCTs)، وهي أسهل هضمًا ويمكن أن توفر مصدر طاقة سريع لتغذية الطفل، كما يحتوي حليب الماعز على أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية، والتي تعتبر مهمة لصحة القلب ووظائف الدماغ.
تدعم الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء الخالية من الدهون والخضروات الورقية الداكنة والفاصوليا نمو الأطفال الصحي ووظائفهم المناعية ونموهم البدني. الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان والخضراوات الورقية والأطعمة المدعمة تعزز نمو العظام وتطورها بشكل صحي. تحتوي الفواكه والخضروات المتنوعة على الفيتامينات والمعادن والألياف الأساسية، مما يدعم صحة الطفل العامة وبنيته الأساسية.
ختامًا
إن تنمية عادات الأكل الصحية في السنوات الأولى للطفل أمرًا ضروريًا لصحته وبنيته على المدى الطويل، ولنمنح التغذية الصحية للرضع والأطفال الصغار, علينا أن نشمل العناصر الغذائية التي يحتاجونها للنمو والتطور، من الضروري فهم الاحتياجات الغذائية لهذه الفئات العمرية.
قد يكون من الصعب معرفة مقدار ما يجب تقديمه لطفلك من أطعمة وما جيب تقديمه في مراحل النمو المختلفة، ولكن من المهم التأكد من حصوله على التغذية الصحيحة، ونظرًا لنمو الأطفال الصغار وتطورهم السريع، فهم يحتاجون إلى الكثير من العناصر الغذائية ويجب تلبية هذه الاحتياجات لصحتهم العامة ولتكوين عادات غذائية جيدة.
يحتاج الرضع والأطفال الصغار إلى جميع العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لنموهم وتطورهم، وبالتالي توفير الأساس الصحي لحياة أكثر صحة وسعادة.