دليل الأم الحامل لوضعيات النوم
وضعيات النوم أثناء الحمل
من أهم المشكلات التي تواجه المرأة الحامل هي اتخاذ وضعية نوم مريحة لها بسبب كبر حجم البطن مع نمو الجنين بمرور الوقت. وهناك العديد من المتطلبات الجسدية التي يفرضها الحمل على جسم المرأة، وهذا ما يفسر احتياج معظم النساء لفترات نوم إضافية لتلبية احتياجات جسمها.
ولكن في المقابل يصبح النوم صعبًا يومًا بعد يوم مع تقدم أشهر الحمل، وأشارت إحدى الدراسات إلى أن ثلثي النساء الحوامل يعانين من مشاكل في النوم أثناء الحمل. ومن عواقب قلة النوم حرمان الأمهات الحوامل من القدرة على التيقظ والانتباه والقيام بالمهام المختلفة طوال فترة النهار.
وبخلاف مشكلة النوم فهناك العديد من الأعراض الأخرى التي تنتاب المرأة أثناء الحمل، من ضمن ذلك: الذهاب كثيرًا إلى الحمام ليلاً، والشعور بالغثيان وحرقة المعدة، والشكوى من آلام أسفل الظهر وتشنجات الساق.
وفوق ذلك كله، فإن العديد من النساء الحوامل في معاناة مستمرة حتى تظفر بوضعية نوم مريحة أثناء الحمل بسبب تغيرات الجسم. في هذا المقال, إليكِ عزيزتي الأم الحامل كل ما تحتاجين معرفته حول أوضاع النوم للمحافظة على راحتك وسلامتك.
ما هي أهمية النوم أثناء فترة الحمل؟
- اصلاح الجسم: النوم هو فترة إعادة تأهيل الجسم وإصلاح نفسه، وهو الوقت الذي يسمح للعقل ببناء الذكريات وحفظها.
- الضغط: فضلًا عن أن النوم هو المساحة الزمنية التي تُصلح الأوعية الدموية نفسها، وهو أمر في غاية الأهمية للمرأة الحامل لأنها تتعرض لضغط متزايد نتيجة تدفق الدم تدفقًا إضافيًا لتغذية الجنين.
- الجهاز المناعي: ومن فوائد النوم كذلك المحافظة على صحة الجهاز المناعي للأم الذي تم تهيئته لتثبيت الحمل.
- سكري الحمل: وأضف إلى ذلك تأثير النوم على كيفية تفاعل جسمك مع الأنسولين لأن عدم الحصول على نسبة كافية منه عند ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، يزيد من خطر الإصابة بسكري الحمل.
أوضاع النوم الشائعة أثناء الحمل
التحدي الأكبر لكِ هو تحظي بالنعاس إذا كنتِ معتادة على النوم على بطنك، هنا سيتعين عليكِ تغيير وضعية نومكِ لاستيعاب حجم البطن المتزايد يومًا تلو الآخر. وفيما يلي بعض وضعيات النوم المحتملة التي يجب مراعاتها أثناء الحمل:
1 - النوم على البطن
تفضل العديد من النساء النوم على بطونهن ولكن ما إن يتخذ الجنين وضعية غير مريحة فإنه يستحيل معها الشعور بالراحة فتضطر الأم إلى تغيير وضعية نومها. والحالة الوحيدة التي يكون فيها النوم على البطن أكثر راحة، إذا كنتِ تستخدمين وسادة على هيئة كعكة الدونتس بحيث تكون دائرية ومفرغة من منتصفها.
2 - النوم على جانبك الأيسر أو الأيمن
بدءًا من الثُلث الثاني والثالث من الحمل، يوّصي بعض المتخصصين بالنوم على أي من الجانبين - ويفضل النوم على الجانب الأيسر كلما أمكن – لتيسير الولادة فيما بعد على كلٍّ من الأم والطفل. وبفضل وضعية النوم على الجانب الأيسر، تتلقى المشيمة أقصى تدفق للدم والمواد المغذية، وتزيد كفاءة عمل الكلى مما يقلل التورم في القدمين والكاحلين واليدين.
أما النوم على الجانب الأيمن فلا يُعد الوضعية المُثلى للنوم لأنه يضغط على الكبد، ولكن النوم بصفة عامة على جانبكِ الأيمن أمر آمن على صحتكِ إذا كان لفتراتٍ قصيرة.
3 - النوم على الظهر
النوم على الظهر من أكثر الوضعيات المريحة لدى معظم النساء، ومع ذلك فقد تكون هذه الوضعية ضارةً لكل من الأم والطفل خاصة في الثُلث الثاني والثالث من الحمل. وتكمن مشكلة النوم على الظهر في أن وزن الرحم بكامله إضافة لوزن الجنين يشكلان ضغطًا هائلًا على ظهر الأم وأمعائها والوريد الأجوف، وهو الوريد الرئيسي الذي ينقل الدم إلى القلب من الجزء السفلي من الجسم.
قد يتسبب ذلك في آلام الظهر ومشاكل التنفس ومشاكل في الجهاز الهضمي والبواسير وانخفاض ضغط الدم، بالإضافة إلى انخفاض الدورة الدموية لقلبكِ ولطفلكِ، لذا لا يُنصح بوضعية النوم هذه للمرأة الحامل.
أفضل وضعية للنوم أثناء الحمل
يتفق غالبية المتخصصين على أن ثني الركبة أثناء النوم على جانبكِ الأيسر هو أفضل وضعية مع نمو حجم البطن. فالنوم على الجنب لا يعد أكثر راحة لكِ فحسب، ولكنه يحسّن كذلك تدفق الدم لكِ ولطفلكِ. أما النوم على البطن فيعد آمنًا أيضًا خلال المراحل المبكرة من الحمل، ولكنه يصبح مستحيلًا فيما بعد، عادةً يكون ذلك خلال الثُلث الثاني من الحمل.
وبعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، تصبح القدرة على الاستلقاء على البطن أمر في غاية الصعوبة، ومن ناحية أخرى ينصح العديد من الخبراء بعدم النوم على ظهرك أيضًا طوال الليل (لكن لا تقلقي إذا تقلّبتِ واستيقظتِ على هذه الوضعية). وعلى الرغم من ذلك كله فيعتقد بعض المتخصصين أن المرأة الحامل لها أن تنام في أية وضعية مريحةٍ لها بدلاً من الانشغال والقلق بهذا الأمر.
كيف تجدين لنفسكِ وضعية نوم مريحة؟
قد يكون من الصعب التكيف مع النوم على الجنب إذا كنتِ معتادةً على النوم على بطنكِ أو ظهركِ. وقد يشكل الحمل صعوبةً لكِ في العثور على وضعية نوم مريحة، بغض النظر عما إذا كنتِ تنامين بشكل طبيعي على جانبكِ. على أية حال، هناك بعض الأساليب التي يمكن أن تساعدكِ في تقليل الشعور بعدم الراحة وزيادة فرص التنعم بنوم هادئ ليلاً.
-
اثني ركبتيكِ: يوصي الأطباء بالنوم على جانبكِ مع ثني إحدى ركبتيكِ أو كلتيهما وذلك لدعم ظهرك.
-
استخدمي الوسائد: ضعي وسادة بين ساقيكِ أو أسفل ظهركِ أو أسفل بطنكِ لتقليل الشعور بعدم الراحة والحد من الألم، ويمكنك أيضًا تجربة وسادة لكامل الجسم، وبعضها مصمم خصيصًا لدعم الأمهات أثناء الحمل.
-
اعثري على مرتبة مريحة أو غطاء مرتبة مريح: قد تساعد المواد التي تخفف نقاط الضغط مثل أغطية الفراش التي تشبه كرتونة البيض، في تخفيف ألم الورك الناجم عن النوم على الجنب.
-
ارفعي الجزء العلوي من جسمكِ: إذا كنتِ تعانين من حرقة المعدة ليلاً ، فقومي برفع طرف مرتبتكِ أو سريركِ لأن هذا قد يساعدكِ على النوم في وضع مستقيم قليلاً مما يخفف الأعراض.
-
النوم على جانبكِ الأيسر: هذه الوضعية مفيدة جدًا للأم؛ لأنها توفر أقصى تدفق للدم من الوريد الأجوف السفلي.
ولتكون فترة الحمل تجربة سهلة عليكِ، حاول أن تاخذي ساعات أكثر من نوم القيلولة، فقد أظهرت دراسة أنه إذا كنتِ قبل الحمل تنامين لمدة 8 ساعات تقريبًا، فقد يزيد وقت نومكِ أثناء الحمل إلى حوالي 12 ساعة.
الخلاصة
تعاني الغالبية العظمى من النساء من صعوبة في النوم، فلا ينتابكِ القلق إذا لم تحصلي على قسطٍ كافٍ من النوم كما كنتِ معتادة قبل فترة الحمل. ولكن الدراسات أظهرت أن النساء اللواتي ينمن أقل من ست ساعات في الليلة عُرضة لساعاتٍ ولادة أطول وفي الأغلب يلجأ الطبيب معهن إلى حل الولادة قيصرية.
فإذا كنتِ تعانين من صعوبة في النوم أو تعانين من أي أعراض أخرى من أعراض اضطرابات النوم، فعليكِ باستشارة الطبيب لأن بعض الحالات زادت معها خطر حدوث مضاعفات للحمل، ويستطيع مقدّم الرعاية الصحية علاج اضطرابات النوم المرتبطة بالحمل مثل: انقطاع النفس الانسدادي النومي، وحرقة المعدة، ومتلازمة تململ الساقين.