متى يبدأ الأطفال في الكلام؟

السعادة التي يشعر بها الأبوان عند سماع كلمات طفلهما الأولى لا تضاهيها السعادة ودائماً ما يتساءلون متى يبدأ الطفل في الكلام؟ طفلك يتواصل معك منذ وقت الولادة، ولكنه يعبر عن احتياجاته الأساسية عبر البكاء والصراخ والمناغاة ومع مرور الوقت. يتعلم الطفل باستمرار من الأصوات والإيقاعات من حوله، ويبدأ بتقليد ما يسمع.

على الرغم من أن رحلة تعلم اللغة هي رحلة رائعة، إلا أنها تأتي مع تعقيداتها وتختلف من طفل لآخر. تشمل هذه المدونة مختلف مراحل تطور اللغة لدى الأطفال، بدءاً من أول كلماتهم وصولاً إلى أسباب تأخر النطق أو الكلام و متى يجب مراجعة الطبيب وكيفية دعم تعدد اللغات لدى الأطفال.

كلماتهم الأولى

يبدأ الطفل في نطق كلماته الأولى بين 9 و 12 شهرا من العمر. كلمات بسيطة مثل "ماما" و "بابا" مبهجة بشكل لا يصدق وتدل على أن مهارات التواصل لدى الطفل متنامية. شجعي طفلك وحاولي أن توفري بيئة ترحيبية للمساعدة في تطوير اللغة

الكلمات الأولى التي ينطقها الطفل هي نقطة تحول رائعة في حياة الوالدين تمثل بداية فصل جديد في رحلة نمو طفلهم مليء بفرص التواصل والتعلم. ولكن متى يبدأ الأطفال بالفعل في الكلام؟ سنكتشف الانتقال من المناغاة إلى الثرثرة إلى الكلام الهادف بما في ذلك نصائح لتشجيع طفلك وتفاصيل عن مراحل تطور اللغة.

الهديل والمناغاة 0-6 أشهر

خلال الستة أشهر الأولى يبدأ الطفل بالتواصل معك بالمناغاة وإصدار أصوات ناعمة ولطيفة وعادة ما تكون أحرف العلة مثل الـ “آه”, “أوه” أو “مم” وهذا يدل على أن طفلك يكتشف أوتاره الصوتية ويتعلم كيفية التحكم في أنفاسه عندما يصدر هذه الأصوات.

استجيبي بحماس عندما يثرثر طفلك لتحفيز استكشافه اللفظي وقلدي الأصوات مراراً وتكراراً وتواصلي بالنظر في العينين والابتسام كوسيلة تواصل حيث أن هذه بداية تعلم المحادثات بالنسبة لطفلك.

الأصوات المميزة 6 -12 شهراً

بين 6 إلى 12 شهراً، يصدرون الرضع أصوات بسيطة تشبه الحروف الساكنة مثل الـ "م" و "ب" و “ ني” بالإضافة إلى ذلك يصبحون أكثر انسجاماً مع إيقاع ونبرة الكلام للأم والأب وهذا ضروري لفهم اللغة وتقليدها.

من المهم جدًا تعزيز تفاعلهم من خلال مبادلتهم الحديث والقراءة لهم، حاولي قراءة الكتب التي تحتوي على أصوات بسيطة ومتكررة للاستماع إليها أو غناء أغاني الأطفال لتساعدهم في التعرف على أنماط الكلام و يعتادوا عليها.

الكلمات الأولى 12-18 شهرا

أغلب الأطفال ينطقون كلماتهم الأولى في عامهم الأول، غالباً ما تكون كلمات بسيطة وسهلة التردد مثل "ماما" أو "بابا" أو أسماء أشياء أو أشخاص معروفين.

اوصفي لهم الأشياء التي تحدث من حولهم ويرونها أثناء ممارسة أنشطتهم اليومية. على سبيل المثال، عند إعطاء طفلك المرضعة ، قولي "حليب" أو اشرب". هذا يعزز ربط بين الكلمات ومعانيها.

نمو لغوي 18 - 24 شهراً

يمر الأطفال الصغار بتطور لغوي سريع بين سن الـ 18- 24 شهراً. يبدأون في تعلم كلمات جديدة بسرعة ويصبحون أكثر وعياً بالعالم من حولهم. في هذه المرحلة، قد يبدأ الأطفال في ربط الكلمات معاً لتشكيل عبارات قصيرة تصف احتياجاتهم الأساسية أو رغباتهم.

شجعي طفلك على وصف ما يراه أو يشعر به أو يفعله أثناء اللعب بشكل تفاعلي. استخدمي عبارات مثل "ما هذ اللون؟" أو "هل يمكنك أن تريني الكرة؟"

أسباب تأخر الكلام

رؤية تطور كلام طفلك هي رحلة مليئة بالإنجازات. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن كل طفل يتطور بشكل مختلف عن الآخر، ولن يصل جميع الأطفال إلى نفس المرحلة في نفس الوقت. قد يعاني بعضهم من تأخر في النطق نتيجة لعوامل مختلفة مثل ضعف السمع أو صعوبات في النمو. لذا يُعتبر فهم الأسباب الكامنة وراء تأخر طفلك في النطق أو الكلام أمراً بالغ الأهمية.

تعرفي على بعض العلامات والأسباب التي قد تستدعي منك استشارة طبيب الأطفال للتأكد من تطور مهارات طفلك اللغوية:

• ضعف أو فقدان السمع: قد تؤثر صعوبات السمع بشكل كبير على تطور الكلام. لذا يجب إجراء فحوصات السمع بانتظام.
  
  
• مشاكل في تحريك الفم: الحالات التي تؤثر على اللسان، الشفتين أو الحنك يمكن أن تعيق القدرة على النطق بشكل صحيح.
  
  
• اضطرابات التنمية: الحالات مثل اضطراب طيف التوحد أو متلازمة داون يمكن أن تؤثر على تطور اللغة والكلام.

• الولادة المبكرة أو الوزن المنخفض عند الولادة: قد يواجه الأطفال الذين وُلدوا قبل أوانهم تأخراً في مختلف المراحل التنموية، بما في ذلك التأخر في النطق أو الكلام.
  
  
• نقص التحفيز: يتعلم الطفل اللغة من خلال تفاعله مع الأشخاص المحيطين به، وهذا يشكل حافزًا لتشجيعه على تعلم اللغة وتطوير مهاراته اللغوية ليتمكن من التعبير عن احتياجاته وأفكاره.
  
  
  
  

تعدد اللغات عند الأطفال

لقد بات تعددُ اللغات معياراً لمستوى التعليم والثقافة في عالمنا المعاصر. إذ أصبحت اللغات المتعددة علامة على التعليم الرفيع والثقافة الغنية في معظم مجتمعات العالم. ولهذا السبب، تسعى الكثير من العائلات إلى تربية أطفالها بأن يتقنوا لغتين على الأقل، أو حتى لغات أكثر إضافية إلى جانب لغة الأم ليتسنى لهم استكشاف ثقافات مختلفة وتوسيع آفاق معرفتهم.

تظهر الدراسات أن تعلم اللغات في سن مبكر يحمل فوائد هائلة، حيث يمكن أن يساهم في تعزيز مهارات حل المشاكل وتطوير التفكير المنطقي والإبداعي لدى الطفل. ولكن يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن تداخل اللغات قد يؤدي في بعض الأحيان إلى بعض الارتباك والضياع لدى الطفل. حيث يمكن أن يصبح الطفل محتاراً وغير قادر على تمييز اللغات بشكل صحيح، مما يسبب له صعوبة في التعبير بوضوح وبثقة بلغة معيّنة.

إذا كنتِ ترغبين في تحسين مستوى لغة طفلك بالعربية، ندعوك للاطلاع على تعاوننا مع أكوان. حيث نسعى لتوفير تجربة تعلم ممتعة وإبداعية تسهم في تحسين مهارات اللغة العربية بشكل فعَّال.

الختام

يمكننا القول إن بداية الكلام لدى الأطفال هي مرحلة مهمة في تطورهم. بدايةً من أول كلماتهم الصغيرة التي تمثل نقطة تحول مهمة، وصولاً إلى التحدث بطلاقة و فهمهم للمعاني. ومع ذلك، قد يواجه بعض الأطفال تأخراً في مهارات الكلام، وهنا يأتي دور التدخلات والدعم الفعال في مساعدتهم على تجاوز هذه الصعوبات.

إضافةً إلى ذلك، يظهر أهمية تشجيع التعددية اللغوية حيث يمكن تعلّم اللغات المتعددة أن يثري تجربة الطفل ويفتح أمامه آفاقاً جديدة للتواصل والتفاعل مع العالم من حوله. بهذا نكون قد ناقشنا مراحل تطور الكلام لدى الرضع، بداية من أولى الكلمات وصولاً إلى معالجة تأخر الكلام والدور الحيوي للتدخلات. كما تم تسليط الضوء على أهمية دعم التعددية اللغوية في رحلة تطور الطفل. بذلك نملك الآن فهماً أعمق حول كيفية مساعدة الأطفال في بناء قاعدة قوية للتواصل وتطوير مهاراتهم اللغوية