التعامل مع مغص البطن عند الرضع
أن يكون لديك طفل لا يمكن تهدئته ويبكي لساعات طويلة كل يوم يمكن أن يكون تحدي ويسبب لك إرهاقاً كبيراً. يمكن أن يجعلك تشعرين بالعجز والإحباط والقلق. هذا ما يعانيه العديد من الأمهات اللواتي لديهم أطفال يعانون من المغص.
مغص البطن عند الرضع هي حالة تؤثر على بعض الأطفال، عادة في الشهور الأولى من حياتهم. والذي يكون سبباً في أن يبكوا بشكل مفرط من دون سبب ظاهر، غالباً في المساء أو في الليل. يمكن أن يكون المغص مرهقاً ومحبطاً للآباء والأمهات، ولكنه عادة ما ينتهي بحلول عمر الطفل 4 إلى 6 أشهر.
يغطي هذا المقال بعض المعلومات والنصائح حول كيفية التعامل مع مغص البطن عند الرضع.
فهم المغص عند الرضع
المغص ليس مرضًا أو تشخيصًا، بل هو مصطلح يصف نمط سلوك البكاء لدى الرضع. يمكن التمييز بين المغص وبين أسباب أخرى للبكاء أو الانزعاج لدى الرضع من خلال شدته ومدته وتوقيته.
قد يبكي الأطفال المصابون بالمغص بشكلٍ قوي حتى يحمر وجههم، كمش أيديهم، يقوسون ظهورهم، أو ثني ساقيهم. قد يتقيئون أو يتجشؤون أو يطلقون الغازات أثناء أو بعد البكاء. عادةً ما يحدث البكاء المرتبط بالمغص في ساعات ما بعد الظهر أو المساء، وقد يستمر لعدة ساعات بدون أي سبب واضح. قد يواجه الأطفال المصابون بالمغص أيضًا صعوبة في النوم أو التغذية خلال وقت المغص.
يمكن أن يبكي الأطفال كثيرًا بسبب الغازات، أو الارتجاع، أو المغص. الغازات تجعلهم يشعرون بالانتفاخ والآلام، الارتجاع يجعلهم يبصقون أو يتقيؤون، والمغص يجعلهم يبكون بدون سبب.
قد تتداخل هذه الحالات أحيانًا أو يتم الخلط بينها، لذا من المهم استشارة طبيب إذا كنتِ قلقة بشأن أي من هذه الحالات. يمكن للطبيب مساعدتك في تحديد الأسباب المحتملة لبكاء طفلك وتقديم بعض النصائح والعلاجات لجعل طفلك أكثر راحة وسعادة.
أسباب المغص عند الأطفال
السبب الدقيق للمغص غير معروف، وقد يكون نتيجة تداخل عدة عوامل. بعض الأسباب المحتملة تشمل:
- عدم اكتمال الجهاز الهضمي بشكل كامل أو غير قادر على التعامل مع الغازات أو بعض الأطعمة.
- عدم التوازن في البكتيريا الصحية في الجهاز الهضمي والذي يؤثر على عملية الهضم والمزاج.
- الحساسية الغذائية أو عدم تحمل بروتين الحليب البقري، اللاكتوز، أو مواد أخرى موجودة في الحليب الصناعي أو حليب الأم.
- زيادة التغذية أو القليل من التغذية، أو عدم تجشأ الطفل بشكل مناسب مما يؤدي إلى الغازات أو صعوبات في الهضم.
- حساسية من الضوء، الضوضاء، أو الأنشطة.
- استمرار نمو الجهاز العصبي والذي يمكن إرباكه بسهولة أو يتم تحفيزه بشكل زائد.
- الشقيقة (الصداع النصفي عند الأطفال) المبكرة تسبب ألمًا في البطن.
- طباع تجعل الطفل أكثر عرضة للبكاء أو الانزعاج.
- وجود تاريخ عائلي للمغص، الصداع النصفي، أو أنواع من الحساسية.
- بيئة مرهقة أو وضع عائلي يؤثر على مزاج الطفل.
علامات قد تشير إلى إصابة طفلك بالمغص
إذا كنتي تعتقدين بأن طفلك قد يعاني من المغص، انتبهي لهذه العلامات:
أنماط البكاء
- يبكي طفلك لأكثر من 3 ساعات في اليوم، وأكثر من 3 أيام في الأسبوع، ولأكثر من 3 أسابيع.
- البكاء شديد و عالي النبرة الذي لا يمكن تهدئته.
- البكاء عادة ما يبدأ وينتهي فجأة، وغالباً ما يحدث في نفس الوقت كل يوم.
صعوبة تهدئة الطفل
-
لا يستجيب طفلك للأساليب المعتادة للتهدئة، مثل الهز والعناق والرضاعة وتغيير الحفاضات أو الغناء.
-
قد يبدو أن طفلك يفضل أن يُترك بمفرده أو يُمسك بوضعية معينة.
-
يجد طفلك صعوبة في الاستقرار أو الاسترخاء، حتى عندما يتوقف عن البكاء.
تغييرات في عادات التغذية والنوم
- مشاكل في الرضاعة أثناء فترات المغص، إما برفض تناول الطعام أو تناوله بشكل كبير.
- مشاكل في النوم أو البقاء نائمًا خلال هذه الفترات.
- قد يعاني طفلك من الغازات والانتفاخات مما هو معتاد، مما يسبب له ألم أو عدم الارتياح.
إذا لاحظتي أي من هذه العلامات في طفلك، قد تتساءلين عما إذا كان طفلك يعاني من المغص أو شيء آخر. إذا كنت قلقة بشأن بكاء طفلك أو إذا ظهرت عليه أعراض أخرى للمرض أو الإصابة ، فيجب عليك استشارة طبيبك.
كيفية التعامل مع طفل يعاني من المغص؟
لا يوجد حلاً واحدًا لعلاج المغص عند الأطفال، وقد يتفاعل بعض الأطفال بشكل معين مع طرق التهدئة المختلفة. قد تحتاجين إلى تجربة طرق مختلفة حتى تجدين الحل الأفضل والأنسب لطفلك ولنفسك. بعض النصائح للتعامل مع طفل يعاني من المغص تشمل:
طرق التغذية
- إذا كنتي ترضعين، انتبهي إلى ما تأكلينه وتشربينه. قد تسبب بعض الأطعمة أو المشروبات اضطرابًا في معدة طفلك أو تسبب حساسيات.
-
إذا كنتي تستخدمين حليب صناعي، جربي تغيير نوع الحليب. قد يتفاعل بعض الأطفال مع بروتين الحليب أو اللاكتوز الموجود في الحليب الصناعي. جربي تركيبة حليب الماعز من كابريتا، فهو سهل الهضم، خفيف، ويحتوي على أقل نسبة من اللاكتوز ومزيد من البروبيوتيك من الحليب التقليدي، والذي يمكن أن يساعد في دعم صحة جهاز هضم طفلك وجهازه المناعي.
- قدمي كميات أقل من الطعام لطفلك بشكل أكثر تكرارًا وتجشؤه جيدًا. قد يساعد هذا في منع حدوث الغازات أو صعوبة الهضم أو الارتجاع.
-
تجنبي إطعام طفلك بسرعة أو ببطء. استخدمي الرضاعة ذات التدفق البطيء ذات فتحة حلمة صغيرة لتتناسب مع سرعة امتصاص طفلك وتقليل كمية الهواء التي يبتلعها أثناء الرضاعة.
- تجنبي إرضاع طفلك قبل النوم مباشرة لمنع حدوث الارتجاع أو صعوبة الهضم التي قد تؤثر على نومه.
طرق التهدئة
- احملي، عانقي أو اجعلي جلد طفلك يلامس جلدك لكي يشعر بالأمان.
- هدئي طفلك من خلال هزّه بحركات خفيفة.
- قومي بلف طفلك بغطاء ليشعر بالدفء ولمنع شعوره بالخوف.
- قومي بتدليك طفلك بلمسات لطيفة لإرخاء عضلاته و و إفراز مادة الإندورفينات.
- غني أو تحدثيه بلطف للتواصل معه بصوتك.
- قومي بتشغيل الأصوات المريحة لطفلك، مثل دقات القلب، الضوضاء البيضاء، أو الموسيقى الهادئة.
- خففي إضاءة الغرفة وقللي من أي محفزات اخرى لخلق بيئة هادئة لطفلك.
طرق لتنظيم النوم
- ساعدي طفلك في اتباع روتين منتظم للنوم والقيلولة.
- ساعدي طفلك في التفريق بين النهار والليل من خلال الضوء الطبيعي والأصوات والأنشطة العادية خلال النهار والظلام والهدوء أثناء الليل.
- ساعدي طفلك في النوم في وضعية مريحة من خلال رفع رأس فراش السرير إذا كان لديه غازات أو الإرتجاع.
- ساعدي طفلك في النوم من تلقاء نفسه من خلال وضعه على السرير عندما يشعر بالنعاس ولكنه لا يزال مستيقظا.
ما هي مدة المغص؟
غالبًا ما يتحسن المغص عند الرضع تلقائيًا مع مرور الوقت، حيث ينضج الجهاز الهضمي والعصبي لدى الرضيع و يتكيف مع بيئته. يبدأ المغص عادةً عندما يبلغ الطفل من 2 إلى 4 أسابيع من العمر ويصل إلى شدته حوالي 6 أسابيع من العمر. يتخلص معظم الأطفال من المغص بحلول سن 3 إلى 4 أشهر، ولكن قد يستمر البعض من الأطفال من المعاناة من المغص حتى سن 6 أشهر. يتم تأكيد التشخيص الاعتقادي للمغص بعد ان يتلاشى.
تختلف فترة وشدة المغص حسب الطفل والسبب الأساسي للمغص. لذا، ليس هناك إجابة أكيدة حول مدى استمراريته عند الأطفال، ولكنها عادةً تكون مرحلة مؤقتة ستمر في النهاية.
مع تحسن المغص، ستلاحظين العديد من التغييرات الإيجابية في سلوك ومزاج طفلك. سيبكي طفلك بشكل أقل ولفترات أقصر، مما يجعله أسهل عليكي بتهدئته. سيكون طفلك أكثر هدوءاً واسترخاءً خلال النهار والليل، مما يساعده على النوم بشكل أفضل وأطول. سيتغذى طفلك أيضًا بشكل أفضل و سيواجه مشاكل أقل في الغازات أو الإرتجاع، مما سيحسن هضمه وتغذيته. والأهم من ذلك، سيبتسم طفلك ويتكلم بصوت خفيف أكثر ويظهر المزيد من الاهتمام بمحيطه، مما سيجعلك تشعرين بالسعادة والفخر.
متى عليك طلب المساعدة؟
على الرغم من أن المغص عادة ما يكون حالة بسيطة ولا تحتاج إلى علاج طبي، إلا أنه من الجيد استشارة طبيب إذا:
- كان بكاء الطفل غير عادي بشكل مفرط وغير قابل للتهدئة تمامًا.
- ظهرت لطفلك أعراض أخرى مثل الحمى، التقيؤ، الطفح الجلدي، الإسهال، الدم في البراز أو البول، فقدان الوزن، الجفاف، الخمول، نوبات الصرع، أو صعوبة في التنفس.
- بكاء الطفل يؤثر على نومه و تغذيته.
- بكاء الطفل يؤثر على نموه وتطوره.
- الأمهات غير قادرات على التعامل مع بكاء الطفل أو يشعرون بالإرهاق، أو الاكتئاب، أو القلق، أو الغضب.
-
الأمهات لديهم أفكار الضرر بأنفسهم أو بالطفل.
يمكن للطبيب مساعدة في استبعاد أي حالات طبية خطيرة قد تسبب أو تسهم في المغص. يمكنهم أيضًا تقديم نصائح وإرشادات حول كيفية التعامل مع المغص والتعامل مع آثارها.
في الختام
يمكن أن تشعرين بالعجز والغضب أو حتى الاكتئاب عندما ترين طفلك يعاني بسبب هذه الحالة الصعبة والمرهقة. أنت لست وحدك في الشعور بهذه الطريقة. يعانون العديد من الأمهات من الأطفال المصابون بالمغص بنفس المشاعر والصعوبات, ومع ذلك، لا تدعي غضبك أو قلة الصبر أن يسيطر عليك ويجعلك تغضبين على طفلك. فقد يكون لذلك عواقب خطيرة ولا عودة عنها. لكن بالخلاف عن هذا, يجب أن تشعرين بالارتياح لمعرفتك أن المغص عند الأطفال عادةً لا يسبب أي ضرر طويل الأمد لصحة الطفل أو تطوره.
حاولي استخدام استراتيجيات مختلفة لتهدئة الطفل، مثل الرضاعة، التجشؤ، العناق، التأرجح، اللف بالفوط، تشغيل الأصوات الهادئة، أو إعطاء حمام دافئ لطفلك. اكتشفي ما يناسب طفلك بشكل أفضل والتزمي به. إذا لم تبدو أي من هذه الطرق فعالة، تذكري بأن طفلك في نهاية المطاف سيتخلص من المغص. اتبعي الأساليب المناسبة للتعامل مع المغص مع الاستمرار في إطلاع الطبيب على التطورات، و ستتمكنين بالتأكيد من التغلب على هذه الفترة الصعبة في أسرع وقت ممكن.
1 تعليق
عائشة
بصراحة أنا ولا مرة غضبت بس أنا ببكي عليه لأن هو رضيع بيتألم و أنا أمه ما عم اقدر ساعده كتير يعني بتمنى الحالة تجيني عشر أضعاف بس المهم ابني ما يتوجع على القليلة أنا بفهم بس هو طفل ما بيقدر يعبر عن ألمه غير في البكاء